鶹ý

رسالة بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي


لقد كانت التجارة في الأفارقة المأخوذين رقيقا عبر المحيط الأطلسي جريمة ضد الإنسانية لا يزال صداها يتردد عبر التاريخ ولا تزال ندوبها محفورة على جبين المجتمعات. ونحن اليوم نحيي ذكرى النساء والأطفال والرجال الذين انتُزعوا من أهلهم وأُجبروا على العمل في ظروف مؤلمة، ثم عوقبوا بقسوة وسُلبت منهم كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، كما نحيي كرى ما قاموا به من أعمال للمقاومة والمطالبة بالعدالة.

فعلى مدى أكثر من أربعة قرون، تعرض الملايين من الأفارقة للاختطاف والاتجار والإساءة، وجُردوا من إنسانيتهم. واستندت هذه الممارسة المروّعة إلى كذبة مدمِّرة، هي كذبة تفوّق العرق الأبيض. وكانت نتيجتها أن كدّس العديد من المستعمرين والشركات والمؤسسات ثروات لا تُحصى.

ولقد طال الأمد كثيرا وهذه الأعمال التي يندى لها الجبين متوارية خلف الإنكار والصمت والإهمال، بينما لا تزال مخلفاتها تلقي بظلالها على عالمنا إلى اليوم. فكثيرون هم من لا يزالون يستفيدون من أرباح مقززة آتية من استرقاق الناس. كما أن العنصرية النظمية متغلغلة في المؤسسات والثقافات والنظم القانونية وغيرها. ولا تزال ممارسات الإقصاء والتمييز العنصري والعنف المتجذرة تقطع على كثير ممن ينحدرون من أصل أفريقي سبل الازدهار والرخاء.

وعسى أن يكون في موضوع اليوم الدولي لهذا العام ما يذكّرنا بأن الاعتراف بأهوال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي خطوة أساسية نحو معالجة الماضي وإصلاح الحاضر وبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالكرامة والعدالة. فلا بد من وضع أطر للعدالة التعويضية تعالج هذا التاريخ الرهيب ومخلفاته؛ إذ يجب أن نقضي على شر العنصرية إلى الأبد.

إن حفظ الكرامة الإنسانية لكل فرد مهمة تقع في الصميم من عمل الأمم المتحدة. ولذلك سنكون على الدوام سندا للجميع، في كل مكان، من أجل مكافحة التمييز العنصري والكراهية، والدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة المكفولَيْن للجميع.